تفسير سورة الشمس النابلسي

تفسير سورة الشمس النابلسي

تفسير سورة الشمس النابلسي

بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم

﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا* وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا* وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا* وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا* وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا* وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا* وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾ آيات سورة الشمس

تفسير سورة الشمس I تفسير سورة والشمس وضحاها
تفسير سورة الشمس I تفسير سورة والشمس وضحاها

تفسير سورة الشمس النابلسي I تفسير والشمس وضحاها

والشمس و ضحاها الواو واو القسم، الله جلّ جلاله إذا أقسم بشيءٍ من خلقه فليلفت نظرنا إليها، أما بالنسبة إليه فكل شيءٍ دونه.
الشمس تبعد عن الأرض مئة وستة وخمسين مليون كيلو متر، يقطعها الضوء في ثماني دقائق. تكبر الأرض بمليون وثلاثمئة ألف مرة، أي جوف الشمس يتسع لمليون وثلاثمئة ألف أرض، ألسنة اللهب المنبعثة من الشمس يزيد طولها عن مليون كيلو متر درجة الحرارة على سطحها ستة آلاف درجة، في مركزها عشرون مليون درجة، العلماء قدروا أن الشمس منذ خمسة آلاف مليون عام متألقة، ويقدرون أنه ستبقى خمسة آلاف مليون عام، ما هذه الطاقة التي أودعها الله فيها؟ مصدر الضوء والحرارة.
﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴾ ضحى الشمس ضوءها وأجمل ساعاتٍ سطوع الشمس الضحى، وقت الضحى. اعراب سورة البروج


محمد راتب النابلسي تفسير سورة الشمس I وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا

القمر يبعد عنا ثلاثمئة وستين ألف كيلو متر، يقطعها الضوء في ثانية واحدة، حجمه سدس حجم الأرض، وجعله الله تقويماً للبشر جميعاً، تقويم في السماء للبشر جميعاً. أما كيف أنه تقويم فيحتاج إلى بحث طويل، كيف أن دورته حول نفسه، ودورته حول الأرض فيها تفاوت بسيط، من هذا التفاوت يظهر هلالاً، ثم يزداد الهلال إلى أن يكون بدراً تاماً. تفسير القرآن


تفسير سورة الشمس النابلسي وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا

آية النهار، هذه الشمس، وهذه الأرض، الوجه المقابل للشمس نهار، الوجه الآخر ليل، لو أن الأرض واقفة في مكان، لأصبحت الحرارة على سطح الأرض المواجه للشمس ثلاثمئة وخمسين درجة، تتحملوها؟ إن كانت درجة الحرارة أربعين درجة الناس لا يتحملونها. لو وقفت الشمس ولم تدر حول نفسها، لكانت حرارتها ثلاثمئة وخمسين درجة. أما الجهة الثانية فمئتين وسبعين درجة تحت الصفر، أما حينما تدور الأرض ينشأ اعتدال في الحرارة، يقول لك: الحرارة في الليل اثنتا عشرة، في النهار ثماني عشرة، ست، أربع وعشرون، ست، خمس عشرة، ست، ثماني درجات، لأنها تدور، من دورتها نشأ تبدل الليل والنهار:
﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ﴾[ سورة القصص: 71 ]

تفسير سوره الشمس النابلسي


الآن لو أن الأرض دارت هكذا على محور مواز لمستوي دورانها، هكذا كأنها واقفة، هذا الوجه نهارٌ دائم، وهذا الوجه ليلٌ دائم، لو دارت هكذا، والشمس هنا، الحياة تنعدم من على سطحها، ثلاثمئة وخمسون فوق الصفر، مئتان وسبعون تحت الصفر، انتهت الحياة، لو تدور هكذا، لا يوجد فصول، تدور على محور مائل، هذا الميل سبب الليل والنهار والفصول الأربعة، والشمس والقمر، والليل والنهار أعظم الآيات الدالة على عظمة الله عز وجل:
﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا* وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا* وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا* وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ﴾تفسير سورة الشمس النابلسي

الله جعل النهار معاشاً، والليل لباساً، ستراً، تنام، أشدّ الشوارع ازدحاماً في الليل فيه سكون، لولا الليل لاضطربت أعصابنا، الله عز وجل جعل الليل سكناً.
عندي طالبٌ في المسجد ابتلاه الله بعدم النوم، ذابت عضلاته، وذوى جسمه، النوم من نعم الله الكبرى، لأن النوم يريح الجهاز العصبي.

تفسير سوره الشمس النابلسي والليل إذا يغشاها

وقالوا في قوله : ( والليل إذا يغشاها ) يعني : إذا يغشى الشمس حين تغيب ، فتظلم الآفاق .وقال بقية بن الوليد ، عن صفوان ، حدثني يزيد بن ذي حمامة قال : إذا جاء الليل قال الرب جل جلاله : غشي عبادي خلقي العظيم ، فالليل يهابه ، والذي خلقه أحق أن يهاب . رواه ابن أبي حاتم .


تفسير سورة الشمس النابلسي وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا

آية أخرى من آيات الله في الكون :
أحبّ أن أقول لكم: بين الأرض وأقرب نجم ملتهب أربع سنوات ضوئية، على الآلة الحاسبة، الضوء يقطع في الثانية الواحدة ثلاثمئة ألف كيلو متر كل ثانية، بالدقيقة ضرب ستين، بالساعة ضرب ستين، باليوم ضرب أربع وعشرين، ضرب أربع سنوات ضوئية، أي كم هناك مسافة بين الأرض وبين أقرب نجم ملتهب إلينا، يظهر لنا رقم كبير قسمه على مئة، لو سرنا إلى هذا النجم بسيارة سرعتها مئة، قسمه على مئة، قسمه على أربع وعشرين، كم يوم؟ قسمه على ثلاثمئة وخمسة وستين، نحتاج إلى أن نصل إلى هذا النجم الذي هو أقرب نجم على الإطلاق إلى خمسين مليون سنة، من أجل أن نصل إلى أقرب نجم ملتهب إلينا نحتاج إلى خمسين مليون سنة، الآن تحمل الرقم الجديد، أحدث مجرة اكتشفت تبعد عن الأرض ثلاثمئة ألف بليون سنة ضوئية، الأربع سنوات ضوئية تحتاج إلى خمسين مليون سنة كي نصل إلى النجم، ما قولكم في مجرة تبعد عنا ثلاثمئة ألف بليون؟ البليون ألف مليون، ثلاثمئة ألف بليون سنة ضوئية.

تفسير سورة الشمس ابن كثير وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا I الشمس (6)

وهكذا قوله : ( والأرض وما طحاها ) قال مجاهد : ( طحاها ) دحاها . وقال العوفي ، عن ابن عباس : ( وما طحاها ) أي : خلق فيها .وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( طحاها ) قسمها .وقال مجاهد ، وقتادة والضحاك ، والسدي ، والثوري ، وأبو صالح ، وابن زيد : ( طحاها ) بسطها .وهذا أشهر الأقوال ، وعليه الأكثر من المفسرين ، وهو المعروف عند أهل اللغة ، قال الجوهري : طحوته مثل دحوته ، أي : بسطته . تفسير سورة الشمس ابن كثير

تفسير سورة الشمس ابن كثير وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا I الشمس (7)

وقوله : ( ونفس وما سواها ) أي : خلقها سوية مستقيمة على الفطرة القويمة ، كما قال تعالى : ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ) [ الروم : 30 ] وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” كل مولود يولد على الفطرة .

فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ؟ ” .أخرجاه من رواية أبي هريرةوفي صحيح مسلم من رواية عياض بن حمار المجاشعي ، عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ” يقول الله – عز وجل – : إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ” . تفسير سورة الشمس ابن كثير

تفسير سورة الشمس النابلسي فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا

من دون معلم، من دون موجه، من دون أي تعليم، أنت بفطرتك تعرف الحق من الباطل، والخير من الشر، والحق من غير الحق،
﴿ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾

لست أنت بل الهرة، أطعمها قطعة لحم تأكلها أمامك، لو أنها خطفت اللحم تعدو بها بعيداً، معنى هذا أن الهرة أدركت أن عملها الأول حينما أطعمتها اللحم مشروع، أكلتها أمامك، أما حينما خطفتها فأكلتها بعيداً عنك.
﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ* وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾

[ سورة القيامة: 14-15 ]

﴿ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾

أي إذا فجرت تعلم أنها فجرت، ولا تحتاج إلى من يعلمها، قال عليه الصلاة والسلام:
((البر ما اطمأنت إليه النفس، والإثم ما حاك في نفسك، وتردد في صدرك، وإن أفتاك الناس وأفتوك )) [أبو يعلى والإمام أحمد، عن وابصة بن معبد ]


تفسير سورة الشمس للنابلسي قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا

الفلاح عند الله بتزكية النفس، تطهيرها من أدرانها، وتحليها بالكمال، وتهيئتها بالجنة، الفلاح عند الله عز وجل بالعمل الصالح، الفلاح عند الله عز وجل بقلبٍ سليم:
﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [ سورة الشعراء:88-89]

الفلاح عند الله بذريةٍ صالحة، تنفع الناس من بعدك، الفلاح عند الله بزوجة مؤمنة، الفلاح عند الله بدخل حلال، الفلاح عند الله بالعلم، الفلاح عند الله بطهارة النفس. تفسير الآيات من سورة الشمس للنابلسي


تفسير سورة الشمس النابلسي قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا

إذا تركها جاهلةً، تركها في معصية، قطعها عن ربها، جعلها في وحول المادة، جعلها في وحول الشهوات، هذا هو الذي خاب وخسر


تفسير سورة الشمس النابلسي قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا

أشقى الناس من أضلّ الله الناس على يديه

تفسير سورة الشمس النابلسي كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا* إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا

ثمود لأنها طغت كذبت بالحق، يوجد تلازم.
﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ* فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ﴾

[سورة الماعون : 1-2]

﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ﴾

[سورة القصص: 50]

تفسير سوره الشمس النابلسي كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا* إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا

أشقى الناس قاطبةً من عارض الأنبياء، أو قتل الأنبياء، أو أبطل عمل الأنبياء، أو أطفأ نور الله عز وجل، أشقى الناس قاطبةً ما كان في خندقٍ مضادٍ لخندق أهل الحق، أشقى الناس من جعله الله مفتاحاً للشر، مغلاقاً للخير، أشقى الناس من أضلّ الله الناس على يديه، ضال، مضل، فاسد، مفسد، بخيل، يدعو للبخل. تفسير سوره الشمس .


تفسير سورة الشمس النابلسي فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا

قوله تعالى “فقال لهم رسول الله” يعني صالحا عليه السلام “ناقة الله” أي احذروا ناقة الله أن تمسوها بسوء “وسقياها” أي لا تعتدوا عليها في سقياها فإن لها شرب يوم ولكم شرب يوم معلوم.تفسير سورة الشمس النابلسي

تفسير النابلسي فكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا I الشمس (14)

قال الله : ( فكذبوه فعقروها ) أي : كذبوه فيما جاءهم به فأعقبهم ذلك أن عقروا الناقة التي أخرجها الله من الصخرة آية لهم وحجة عليهم ، ( فدمدم عليهم ربهم بذنبهم ) أي : غضب عليهم ، فدمر عليهم ، ( فسواها ) أي : فجعل العقوبة نازلة عليهم على السواء .قال قتادة : بلغنا أن أحيمر ثمود لم يعقر الناقة حتى تابعه صغيرهم وكبيرهم ، وذكرهم وأنثاهم ، فلما اشترك القوم في عقرها دمدم الله عليهم بذنوبهم فسواها . تفسير سورة الشمس النابلسي

تفسير سورة الشمس للإمام النابلسي وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا

ولا يخاف عقباها وقرئ : ” فلا يخاف عقباها ” .قال ابن عباس : لا يخاف الله من أحد تبعة . وكذا قال مجاهد ، والحسن ، وبكر بن عبد الله المزني ، وغيرهم .وقال الضحاك والسدي : ( ولا يخاف عقباها ) أي : لم يخف الذي عقرها عاقبة ما صنع . والقول الأول أولى . لدلالة السياق عليه ، والله أعلم .آخر تفسير ” والشمس وضحاها ” . تفسير السورة الكريمة سوره الشمس النابلسي

الآيات من سورة الشمس تفسير رؤية سورة الشمس في المنام للنابلسي حسب الحروف الابجدية حلم سورة الشمس في المنام للنابلسي سورة الشمس تحميل سورة تحميل جميع محاضرات الشيخ سورة الشمس في المنام لابن سيرين قراءة سورة الشمس في المنام لابن سيرسن شرح اسماء الله الحسنى للنابلسي pdf التعلم pdf سورة الشمس تحميل جوجل

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تفسير سورة الشمس I تفسير سورة والشمس وضحاها

سـورة ص مكـتـوبة كاملة بالتشكيل

قصة الملتحي المتوحش الفصل الاول